فصل: قال الغزنوي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



33- {حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ} أي سبق قضاؤه.
35- {أَمَّنْ لا يَهِدِّي} أراد من لا يهتدي. فأدغم التاء في الدال.
ومن قرأ {يهدي} خفيفة. فإنها بمعنى يهتدي قال الكسائي: يقول قوم من العرب هديت الطريق بمعنى: اهتديت.
37- {وَما كانَ هذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرى مِنْ دُونِ اللَّهِ} أي يضاف إلى غيره، أو يختلق.
39- {وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ} أي عاقبته.
58- {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ} فضله: الإسلام. ورحمته: القرآن.
61- {إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ} أي تأخذون فيه. يقال: أفضنا في الحديث.
{وَما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ} أي ما يبعد ولا يغيب {مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ} أي وزن نملة صغيرة.
64- {لهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا} يقال: الرؤيا الصالحة.
{وفِي الْآخِرَةِ}: الجنة.
{لاتَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللَّهِ} أي لا خلف لمواعيده.
66- {وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ} أي يحدسون ويحزرون.
68- {إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطانٍ بِهذا} أي ما عندكم من حجة.
71- {فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ} وَادعوا {شُرَكاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً} أي غمّا عليكم. كما يقال: كرب وكربة.
{ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ} أي اعملوا بي ما تريدون {وَلا تُنْظِرُونِ} ومثله.
{فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ} [سورة طه آية: 72] أي فاعمل ما أنت عامل.
78- {أَجِئْتَنا لِتَلْفِتَنا} أي لتصرفنا. يقال: لفتّ فلانا عن كذا إذا صرفته. والالتفات منه إنما هو الانصراف عما كنت مقبلا عليه.
{وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِياءُ فِي الْأَرْضِ} أي الملك والشّرف.
83- {عَلى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِمْ} وهم أشراف أصحابه.
{أَنْ يَفْتِنَهُمْ} أي يقتلهم ويعذّبهم.
87- {وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً} أي نحو القبلة. ويقال: اجعلوها مساجد.
88- {رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ} أي أهلكها. وهو من قولك: طمس الطريق: إذا عفا ودرس.
{وَاشْدُدْ عَلى قُلُوبِهِمْ} أي قسّها.
90- {فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ} لحقهم. يقال: أتبعت القوم، أي لحقتهم. وتبعتهم: كنت في أثرهم.
{وَعَدْوًا} أي ظلما.
92- {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ} قال أبو عبيدة: نلقيك على نجوة من الأرض، أي ارتفاع. والنّجوة والنّبوة: ما ارتفع من الأرض.
{بِبَدَنِكَ} أي بجسدك وحدك {لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً}: لمن بعدك.
93- {بَوَّأْنا بَنِي إِسْرائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ} أي أنزلناهم منزل صدق.
94- {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ} المخاطبة للنبي صلى اللّه عليه وعلى آله، والمراد غيره، كما بينت في كتاب المشكل.
98- {فَلَوْلا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها} عند نزول العذاب.
{إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ} فإنهم آمنوا قبل نزول العذاب. أي فهلا آمنت قرية غير قوم يونس فنفعها إيمانها.
ويقال: فلم تكن قرية آمنت فنفعها إيمانها عند نزول العذاب إلّا قوم يونس.
101- {قُلِ انْظُرُوا ماذا فِي السَّماواتِ} من الدلائل وَالْأَرْضِ واعتبروا. اهـ.

.قال الغزنوي:

ومن سورة يونس:
2 {قَدَمَ صِدْقٍ}: ثواب واف بما قدّموا.
3 {فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ}: ليشاهد الملائكة شيئا بعد شيء فيعتبرون، ولأن تصريف الخلق حالا بعد حال أحكم وأبعد من شبهة الاتفاق.
4 {وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ بِالْقِسْط}: بنصيبهم وقسطهم من الثواب، وليس معناه العدل لأن العدل محمول عليه الكافرون والمؤمنون.
5 {وَقَدَّرَهُ مَنازِلَ}: خص به القمر لأن حساب العامة وعلمهم بالسّنين هلاليّ، ولأن المنازل تنسب إلى القمر.
والضياء أغلب من النور فجعله للشمس.
10 {دَعْواهُمْ فِيها سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ}: إذا اشتهوا شيئا قالوا: سبحانك اللهم فيأتيهم، وإذا فرغوا منه قالوا: الحمد للّه فيذهب.
{وَتَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ}: ملكهم سالم من الزوال.
11 {وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ}: يستجيب إذا دعوا على أنفسهم وأولادهم.
16 {وَلا أَدْراكُمْ بِهِ}: ولا أعلمكم به.
19 {وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ}: في أن لا يعاجل العصاة، أو لا يستعجل عن الأجل.
21 {مَكْرٌ فِي آياتِنا}: كفر وتكذيب.
26 {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى}: أي: الجنّة، فهي مأوى كلّ حسن على أفضل وجه.
{وَلا يَرْهَقُ}: ولا يغشى، قَتَرٌ: غبرة وسواد.
27 {قِطَعًا}: لغة في قطع. كظلع وظلع فلذلك وصف بـ {مظلما}، وإن كان جمع قطعة فالمظلم حال من اللّيل، أي: أغشيت قطعا من الليل حال إظلامه.
29 {فَكَفى بِاللَّهِ شَهِيدًا}: تمييز، أي: كفى به من الشهداء.
أو حال، أي: وكفى اللّه في حال الشهادة.
30 {تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ}: ينكشف لها ما أسلفت فتختبر جزاءها، كقوله: {يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ}: تختبر بالكشف.
33 {حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ}: وعيده.
35 {أَمَّنْ لا يَهِدِّي}: اهتدى يهتدي، وهدى يهدي، وهدي يهدى.
أما فتح الهاء والياء، فلأنه لما أدغمت التاء في الدال ألقيت حركة التاء على الهاء كقولك: «عدّ وفرّ، والأصل: اعدد» وافرر وأما فتح الياء وكسر الهاء فلاجتماع ساكنين بالإدغام فكسرت الهاء على أصل حركة الساكن وكسرهما لاستتباع الآخرة الأولى أي الياء.
45 {يَتَعارَفُونَ بَيْنَهُمْ}: يعرف بعضهم بعضا ثم ينقطع التعارف لأهوالها.
وقيل: يعترفون ببطلان ما كانوا عليه.
53 {إِي وَرَبِّي}: كلمة تحقيق، أي: كائن لا محالة.
59 {فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرامًا وَحَلالًا}: أي: البحيرة ونحوها.
61 {وَما يَعْزُبُ}: يغيب أو يبعد، وفي الحديث: «من قرأ القرآن في أربعين ليلة فقد عزب»، أي: بعد عهده بما ابتدأ به.
64- {لهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا}: بشارة الملائكة عند الموت.
وقيل: الرؤيا الصالحة.
65 {وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ}: كسرت «إن» للاستئناف بالتذكير لما ينفي الحزن، لا لأنها بعد القول لأنها ليست حكاية عنهم.
66 {وَما يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ}: يجوز ما في معنى أي، ويجوز نافية، أي: لم يتّبعوا حقيقة واتبعوا الظن في الشرك.
71 {لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً}: مغطى، أي: أظهروا ما عندكم من طاعة أو معصية.
78 {لِتَلْفِتَنا}: تصرفنا، لفتّه لفتا.
77 {أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَكُمْ أَسِحْرٌ هذا}: تقديره: أتقولون للحق لما جاءكم إن هذا لسحر مبين، أسحر هذا؟.
83 {إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ}: جماعة كانت أمهاتهم من بني إسرائيل وآباؤهم من القبط.
85 {لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً}: لا تعذبنا بأيدي آل فرعون فيظن بنا الضلال.
87 {أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتًا}: وذلك إذ هدم فرعون المساجد وبنى الكنائس يومئذ فأمروا أن يصلوا في بيوتهم.
88 {لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ}: استفهام، أي: أليضلوا عن سبيلك أعطيتهم ذلك كله؟.
{اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ}: أذهب نورها وبهجتها.
{وَاشْدُدْ عَلى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا}: خرج على الدعاء من موسى عليهم، ومعناه: فلا آمنوا.
89 {وَلا تَتَّبِعانِّ}: بتشديد النون وتخفيفها، وهما نونا التوكيد انكسرت فيهما لمشابهتهما نون يفعلان في الخبر بوقوعهما بعد الألف واجتماع ساكنين.
قوله تعالى: {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ}: نلقيك على نجوة من الأرض بدرعك.
{لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً}: ليرى قدرة الصادق في الربوبية على الكاذب، ولم ير في الغرقى غير فرعون.
93 {فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جاءَهُمُ الْعِلْمُ}: الفرائض والأحكام، أي: كانوا على الكفر، فلما جاءهم العلم من جهة الرسول والكتاب اختلفوا فآمن فريق وكفر فريق.
وقيل: كانوا على الإقرار بمحمد عليه السلام قبل مبعثه بصفته فما اختلفوا حتى جاءهم معلوم العلم به.
94 {فَإِنْ كُنْتَ}: أيها السامع، فِي {شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ}: على لسان نبينا {فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ}.
ومن قال إن الخطاب للنبي صلّى اللّه عليه وسلّم فذلك على قسمة الكلام وقضية الخطاب.
ومثله قوله: {يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيمًا حَكِيمًا} الخطاب للنبي صلّى اللّه عليه وسلّم، والمراد بالوصية والعظة المؤمنون، يدلك على ذلك أنه قال:
100 {أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ}: بعلمه أو بتمكينه وإقداره، وأصل الإذن الإطلاق في الفعل.
101 {قُلِ انْظُرُوا ماذا فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ}: أي: من العبر باختلاف اللّيل والنّهار، ومجرى النجوم والأفلاك، ونتاج الحيوان، وخروج الزرع والثمار، ووقوف السماوات والأرض بغير عمد.
{وَما تُغْنِي الْآياتُ}: {ما} يجوز نافية، ويجوز استفهاما، أي: أيّ شيء يغنى عنهم إذا لم يستدلوا بها؟.
109 {وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ}: يأمرك بالهجرة والجهاد. اهـ.

.قال ملا حويش:

تفسير سورة يونس عدد 1- 51- 10.
نزلت بمكة بعد سورة الإسراء عدا الآيات 40، 94، 95، 96 فإنها نزلت بالمدينة، وهي مائة وتسع آيات وألف وثمانمائة واثنتان وثلاثون كلمة، وتسعة آلاف وتسعة وتسعون حرفا.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قال اللّه تعالى: {الر} تقدم البحث مستوفيا أول سورة الأعراف في ج1، ويوجد في القرآن خمس سور مبدوءة بما بدئت به هذه السورة، ويوسف وهود والحجر وابراهيم.
قال سعيد بن جبير: الراء وحم ون حروف الرحمن مقطعة.
وبه قال ابن عباس.
وقال غيرهما كل حرف مفتاح اسم من أسماء اللّه تعالى، ولا يعلم المراد منها على الحقيقة إلا اللّه تعالى.
لذلك فأحسن قول في تفسير هذه الحروف المبدوءة بها سور القرآن العظيم أن يوكل علمها إلى الله: {تِلْكَ} الآيات المنزلة عليك يا أكرم الرسل هي {آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ} الذي أودع اللّه فيه الحكم كلها، فلا رطب ولا يابس إلا في هذا القرآن يعرفه من يعرفه، ويجهله من يجهله، لأنه مأخوذ من علم اللّه المحيط بكل شيء، ولوحه المكنون الحاوي جميع المكوّنات، وهذه الآيات تخبر العارف بصواب الحكمة المتقنة، وتهيء المعاني للقلوب الطاهرة على تصديق ما تخبر به قومك، وتلهب قلوب أهل للعزم صادقي النيّة على تأييدك فيما تبشر به وتنذر.
فيا أكمل الرسل {أَكانَ لِلنَّاسِ} أهل مكة وغيرهم {عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنا إِلى رَجُلٍ} عظيم القدر جليل الخلق (بدلالة هذا التنوين المأتي به للتبجيل) وجعلنا ذلك الرجل الخطير الذي أهلناه لوحينا وللخلافة في أرضنا {مِنْهُمْ} من أحسنهم حسبا وأشرفهم نسبا، وقلنا له {أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ} قومك من أهل مكة وغيرهم من سائر الخلق العاقل بأن ينتهوا عما هم عليه من عبادة غير اللّه الواحد، ومن الأفعال والأعمال الذميمة ويرجعوا عن الكفر، أو ينزل بهم عذاب لا طاقة لهم به {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا} منهم بك وصدقوا ما تتلوه عليهم من هذا القرآن وأقلعوا عما هم عليه من الكفر ودواعيه.
{أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ} منزلة ومكانة {صِدْقٍ} سابقة رفيعة أي قد سبق لهم عند اللّه خير.
قال ذو الرّمة:
وأنت امرؤ من أهل بيت ذؤابة ** لهم قدم معروفة ومفاخر